عصيدة حلوة وبسيطة يتم تحضيرها تقليديا في طقوس الربيع المبهجة.
بالنسبة لطبقٍ بمكوناتٍ بسيطةٍ كهذه – القمح والزيت والدقيق والماء – تُعدّ أهميةُ السمنو في مناطق آسيا الوسطى التي يُحضّر فيها أمرًا ملحوظًا. تتضافر جهودُ المجتمعات المحلية لإعداد عصيدة القمح الحلوة هذه احتفالًا بعيد النوروز – رأس السنة الإيرانية، الذي يُحتفل به في أول أيام الربيع – وهو تقليدٌ يعود إلى آلاف السنين. تُعدُّ هذه الطقوسُ الطهوية رمزًا للصداقة والتواصل والحظ السعيد.
لأن قدرًا كبيرًا من السمنو يتطلب تقليبًا مستمرًا لعدة ساعات، يصبح تحضيره مهمة جماعية. خلال احتفالات النوروز، تتناوب النساء على تقليب الخليط طوال الليل، في فعالية بهيجة تتضمن الرقص والغناء والضحك ورواية القصص.
قد تختلف الوصفة من منطقة لأخرى، لكن المبدأ بسيط. المكون الرئيسي في “سيمنو” هو حبوب القمح المُنبتة، التي تُضفي على العصيدة نكهتها الحلوة المميزة. تنقع النساء القمح في الماء لينبت، ثم تهرسه وتخلطه بالماء مجددًا حتى يخرج منه سائل أبيض. يُسكب هذا الخليط بعد ذلك في قدر مع الماء والزيت الساخن والدقيق، ويُعجن لعدة ساعات. في بعض الطقوس، توضع سبعة أحجار في القدر لمنع احتراق العجين. عندما ينضج “سيمنو”، يُقدم ساخنًا للأصدقاء والعائلة، مع الخبز الطازج والشاي.
تعود جذور هذا الطبق إلى إيران ما قبل الإسلام، وهو غارق في الأساطير والخرافات. يعتقد بعض الأوزبك أن اسم “سامنو” يعني “ثلاثون ملاكا”، في إشارة إلى أسطورة ساعدت فيها الملائكة أمًا فقيرة لديها ولدان جائعان على صنع عصيدة لذيذة من القمح والدقيق والماء وسبعة أحجار. أو ربما يعود الاسم إلى الكلمة التركية القديمة “سوما”، والتي تعني “القمح المنتفخ”.
هذا الطعام أيضًا رمزٌ للأمل في العام القادم. تقول الأسطورة إن من يتذوق سبع أوانٍ مختلفة من السمنو يُرزق بحظٍّ سعيد. وإذا تمنيتَ أمنيةً بعد تذوقه لأول مرة، ستتحقق. كما يُعدّ السمنو رمزًا للخصوبة، وكثيرًا ما يتناوله المتزوجون حديثًا لتسهيل الإنجاب.